تكريم الفائزين بجائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية في دورته الـ25 لعام 2023


رعى رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات اليوم الأحد حفل تكريم الفائزين بجائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية في دورته الـ25 لعام 2023. 

وقال عبيدات "نكرم اليوم الباحثين الشباب المتميزين الذين وجدوا في جامعاتهم فرصًا بحثية يقودها الانتماء للأرض التي نقف عليها، وبأنّ الجامعة لا بدّ أن تقود التنمية الحقيقية؛ إذ تؤسّس لشراكة حقيقية مع الصناعة والشركات".

وأضاف بأنّه "لن يرحمنا العالم إذا لم نحرز التميز وننجز البحث العلميّ القادر على خلق الفرص والقفزات الإنتاجية، التي تجعل من المعرفة محركًا رئيسًا للابتكار والإبداع، وتحمي أهلنا ووطننا، وتبني مزيدًا من مداميك القوة والمنعة".

وزاد عبيدات بالقول إن الشراكات الحقيقية مع الصناعة تتطلب أن نملك ما يقنع الآخرين بأنّ بحثنا العلميّ يخدمهم كما يخدمنا، إذ هي علاقة إيجابية بين الباحثين وأصحاب الصناعة، طرفها الثالث هو الوطن الحاضن لنا جميعًا، الوطن الذي يكسب إن كسبنا، ونكسب إذ يكسب هو.

وتابع "لقد حان الوقت لنضع فلسفةً جديدةً للبحث العلميّ، فقد أصبح لزامًا علينا أن نعترف بأنّ على البحث أن يكون نتاجًا لتزاوج الأفكار من تخصصات مختلفة، كأن نجمع بين باحثي الفيزياء وباحثي الهندسة الميكانيكية والباحثين والمبدعين من أطباء العظام على سبيل المثال".

وأكد عبيدات أنه على كلّ باحث التقدم عموديًّا بأبحاثه، ليقترب بخطوات ثابتة، حتى تصل وتقترب نتائجه البحثية من الصناعة، من ثمّ تُحوَّل إلى إنتاجٍ ضمن دورة صناعية جديدة قادرة على التّنافس.

وأشار إلى أننا نشهد اليوم عدوانًا سافرًا على أهلنا في غزة، وكلّ أنواع التدمير والتجويع والقهر، حتّى لم تعد عيوننا وقلوبنا تتحمل شدة الألم الذي يتعرض له الناس، مشيرًا إلى أنّ الواحد فينا بات يسأل نفسه من أعطى القوّة لطفل في السابعة من عمره ليقول: لا بدّ أن نتحمل كلّ هذا الألم، لأنّنا نريد أن نعيش؟ ليجيب بأنّ أحدًا لن يحمينا ويحمي هؤلاء الأطفال، بل ربّما أبناءهم مستقبلًا كذلك، إلّا الباحثون الشباب، مخاطبًا إيّاهم بالقول إنّ الطريق أمامهم، وإنّ عليهم أن يغوصوا في أعماق بحر العلوم؛ ففي أحشائه تكمن قوتنا.

وشدد عبيدات على أن الأموال والنفط والغاز لن تحمينا، بل ستحمينا اختراعاتنا وإبداعاتنا التي تجبر العالم على طلبها منّا، وعندئذ فقط سيحسب الألم حسابًا لنا.

وختم كلمته بتهنئة الطلبة الفائزين، داعيا إياهم لأن تكون هذه بداية طريقهم، إذ كلّنا ثقة بقدراتهم، مكملًا بدعوتهم إلى أنّ "نتطلّع وإيّاكم إلى قادم أفضل، أعرف بأنّكم ترونه تمامًا كما أراه، جميلًا باهرًا ومشرقًا".

بدوره، ألقى نائب رئيس اللجنة العليا المشرفة على الجائزة بيان العمري كلمة قال فيها إن البحث العلمي يشكّل مسارًا رئيسًا من مسارات حياة الدول والمجتمعات، يقوم به عدد محدود من أبنائها لتجسيد مستقبلها على خريطة الأمم في هذا العالم المتنافس، وربما المتصارع، بكل قوة؛ فالبحث العلمي، على صعيد الباحث الفرد، يحقق انزياحًا إيجابيًّا من الفردية إلى الجمعية، ومن الفوضى إلى التنظيم، ومن التفكيك إلى التركيب، ومن الاعتباط إلى التحليل والتفسير، ومن الخطأ إلى الصواب أو جزء منه، وهو مسار يحقق الانتقال من المواقف والأحكام المسبقة إلى نتائج مبنية على تصوّرات سليمة. 

وأضاف بأننا نرى نتائج الجهد العلمي التقني والإنساني والاجتماعي والإعلامي على حد سواء لدى شباب أمتنا، من المتخصصين في الهندسة والبرمجة والأمن السيبراني والإعلام وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا والسياسة وغيرها الكثير، لافتا إلى أننا نرى ذلك في ما صنعه الأبطال في غزة، وما واجهوا به أعتى قوة إقليمية وهي تعتمد على البحث العلمي والتقني وتفاخر به، وتخصص له من ميزانياتها نسبة تفوق أي نسبة في أي دولة من دول العالم العربي. 

واستعرض العمري بداية مشروع "جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية" منذ عام 1998، والذي كانت من مخرجاته وإنجازاته: رسم المشروع ولا يزال مشهدا ولوحة ثقافية وعلمية أردنية لدى أبنائنا طلبة الجامعات؛ حفّز أساتذة أكاديميين على رعاية الطلبة وتوجيههم البحثي خارج السياق الوظيفي أو الإلزامي؛ صنع نموذجا عربيا لجائزة علمية ريادية إداريا وفنيا وماليا وبشريا، كما حقق طموحا علميا عند أكثر من 500 طالب قدموا أبحاثهم ونافسوا ونجحوا في امتلاك أدوات البحث العلمي، منهم من فاز بعد ذلك بجوائز عربية، ومنهم من أكمل دراساته العليا وأصبح رئيسا لقسم أو عميدا لكلية أو مستشارا في مؤسسة مالية كبرى.

من جانبها، ألقت الطالبة هديل زياد الديري كلمة باسم الطلبة الفائزين، قالت فيها إن البحث العلمي، كما نعلم جميعًا، ليس مجرد ممارسة فنية، بل ركيزة حاسمة لبناء مستقبل مزدهر، عبر التكنولوجيا والابتكار، يمكّننا من الانطلاق إلى آفاق جديدة من التقدم والاستدامة.

وأضافت أنها، في هذه الرحلة العلمية التي حققت فيها إحدى المراتب الأولى، أدركت أن البحث العلمي يفتح أبوابًا للفهم العميق ويسهم في تحقيق تقدم شامل.

وعرضت الديري مشاركتها في جائزة البحث العلمي، التي تهدف إلى خلق بيئة علمية تنافسية أمام الطلبة، المشاركة التي تُعدّ واحدة من التجارب الفريدة من نوعها، مبينة أن التجربة كانت مرتبطة بتحفيز الطاقات العلمية والبحثية والعقلية.

وأعلن عميد البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة اليرموك الدكتور محمد الزبيدي نتائج المنافسة في هذه الدورة من الطلبة الذين فازوا، والذين لم يفوزوا وحققوا إنجازا علميا، وهم: 

الجائزة الأولى لبحث: "التحقيق في مساهمة إمكانات جامعي النفايات (النباشين) في إدارة النفايات الصلبة في الأردن وتعزيز فرص عمل جديدة للشباب الأردني"، وصاحبته الطالبة هديل زياد الديري - ماجستير الهندسة البيئية والطاقة المتجددة من الجامعة الألمانيّة الأردنيّة، وبجائزة مالية قيمتها (1000 دينار).

الجائزة الثانية لبحث: "فاعلية التربية الإعلامية الرقمية في تعزيز الاستقرار الاجتماعي لدى الشباب الأردني في ظل انتشار المُحتوى الميديوقراطي: دراسة سوسيولوجية 2022"، وصاحبه الطالب صهيب يوسف بدور - ماجستير الإعلام من جامعة اليرموك، وبجائزة مالية قيمتها (750 دينارا).

‌الجائزة الثالثة لبحث: "Artificial Intelligence Ethics in Education: A Critical Content Analysis and Visualized Mapping"، وصاحبته الطالبة سارة رياض الحمصي - ماجستير الصحة العامة من الجامعة الأردنية، وبجائزة مالية قيمتها (500 دينار).

الجائزة الرابعة لبحث: "الآثار القانونية لآراء محكمة العدل الدولية الاستشارية في القضية الفلسطينية"، وصاحبه الطالب محمد جمال محمد أخرس - بكالوريوس قانون من الجامعة الأردنية، وبجائزة مالية قيمتها (400 دينار).

وفي نهاية حفل التكريم الذي حضره عدد من نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وجمع من طلبة الجامعة الفائزين وذويهم، سلّم عبيدات، إلى جانبه رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط رئيس اللجنة العليا للجائزة جواد الحمد، الشهادات التقديرية والدروع التكريمية للطلبة الفائزين والمشاركين في الجائزة، ولأعضاء لجنة التحكيم العلمي والمقابلات، وأعضاء اللجنة العليا المشرفة على الجائزة، والإعلاميين.

ويُشار إلى أن هذه الدورة طرحت 18 عنوانا بحثيا ضمن الأطر الثلاثة: المحلي الأردني، والعربي الإسلامي والصراع العربي-الإسرائيلي، والدولي.

وسجّل في هذه الدورة 416 طالبا وطالبة من 30 جامعة، توزعوا على معظم التخصصات العلمية والإنسانية، وقدّم 39 منهم خططا بحثية، بينما استمرّ 24 منهم في تقديم بحوث للتنافس، وذلك ضمن جدول زمني محدد انطلق مطلع آذار/مارس 2023، واستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر الماضي.
418851958_815805803686790_5283449112325256309_n.jpg

419175920_815829423684428_8611904130569811111_n.jpg

419191660_815832363684134_8135067126462134799_n.jpg419112160_815811957019508_6066691976366617029_n.jpg


419324159_815832217017482_2551606131631922142_n.jpg419304146_815832263684144_8267391308621927061_n.jpg419130264_815829683684402_1494295796439156744_n.jpg419143943_815829303684440_1247589857870759017_n.jpg419130268_815829467017757_371722562543386208_n.jpg

419162498_815832383684132_5763048607130050241_n.jpg