يحاول هذا الكتاب جمع أطراف بعض ما أبدعه علماؤنا عن علوم الأرض في ظل الحضارة العربية الإسلامية التي استمر عطاؤها قرابة ستة قرون. وقد اعتنى الكاتب بتحليل الأفكار العلمية التي وردت في كتب التراث في هذا الموضوع ومقارنتها مع العلم الحديث مع رد الفضل إلى أصحابه. جاء الكتاب في سبعة فصول. فكان الفصل الأول في ما توصل اليه العرب المسلمون من أفكار كلية عن الأرض كقياس محيطها وكرويتها ودورانها وقوة الجاذبية فيها. أما الفصل الثاني فقد تناول بالتفصيل علم المعدن والأحجار الكريمة في التراث العلمي العربي الإسلامي وكيف استعانوا بصفات المعدن الطبيعية في التمييز بينها وكذلك التجارب التي أجريت عليها. وفي الفصل الثالث تمت دراسة ما كتب في التعرية والترسيب والصخور الرسوبية والمستحاثات (الأحافير) ونشأة الجبال. وقد أفرد الفصل الرابع لآراء العرب المسلمين في الغلاف الجوي وأجزائه وماهية الهواء وبعض المظاهر المناخية كالرعد والبرق والصاعقة وعلم الأنواء. وفي الفصل الخامس حديث مسهب عن علم المياه في التراث: المياه السطحية والمياه الخفية (الجوفية) بما في ذلك الخزانات الجوفية المحصورة والينابيع الفوارة والبحيرات المرتفعة والدورة المائية والآبار الفوارة (الارتوازية) وحريم البئر.
أما الفصل السادس فهو في علوم البحار من حيث نشأتها وتقدم البحر على اليابسة او العكس والتيارات المائية والأمواج. وفيه حديث عن تقدم العرب الكبير في فنون الملاحة واختراع البوصلة. والفصل الأخير جاء في الزلازل والبراكين.
وبعد، فالكتاب محاولة جادة لتجلية هذا الجانب المهم من جوانب التراث العربي الإسلامي.