يأتي هذا الكتاب لمساعدة الدارسين في مبادئ التوزيع الاوركسترالي. ويعطي تصورا عن البناء الشكلي لآلات الأوركسترا السيمفوني وخصائصها، وأساليب العزف عليها، وكذلك إعطاء دلائل موجزة عن تاريخ هذه الآلات. ولتسهيل المهمة على القارئ قام المؤلف بوصف حصري لتلك الآلات البالغة الأهمية التي تدخل في التشكيلة المكتملة للأوركسترا السيمفوني باستثناء آلات الساكسفون والساكس هورن – وهي آلات يمكن أن نصادفها فقط في البارتيتورا (score) السيمفونية لبعض المؤلفين المحدثين. كان طموح المؤلف في وصفه للآلات، أن يعطي تصورا كاملا عن خصائص هذه الآلات، مساعداً الدارسين في العمل على تلمس الخصائص الطبيعية للآلة وتلك الفيزيائية البحتة التي تهم العازف عند أدائه لصوت واحد أو لسلسلة من الأصوات. كما يوضح المؤلف ماهية الانتقال من طبقة صوتية إلى أخرى وإدراج تحت مفهوم (الطبقة) فقط تلك الأصوات التي تظهر من خلالها طبيعة الآلة وهيئتها إلى أبعد حد. إذ أن فهم الميزات الفيزيائية والتقنية والتعبيرية للآلة الموسيقية تساعد الموزع على توليف دور كل آلة بشكل مريح وبخفة وحرفية لينسجم هذا التوزيع مع طبيعة الآلة. وهذا بالتالي يؤدى إلى تحسين التجانس النغمي في البارتيتورا وتقليل فترة التمرين للحصول على حسن الأداء. في الخاتمة يود المؤلف أن يؤكد أن وصف الآلات ودلائل عامة عن إمكانياتها ، قد يأتي من الممارسة التطبيقية الحثيثة من خلال الأوركسترا ومع مجموعات آلية مختلفة، وأن الإمكانيات العالمة والمتمرسة للآلة الموسيقية هي أعمق وأوسع بكثير من ما هو مبين في هذا الكتاب.