ندوة للوثائق المتعلقة بالملك الحسين بن طلال في "الأردنية"



 Ibrahim and Adnan Abo Odeh-.jpg

​نقلا عن أخبار الجامعة الأردنية - عقد مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ندوة متخصصة بعنوان "الوثائق المتعلقة بالملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه:قيمتها وأماكن وجودها وآلية جمعها والاستفادة منها"، تحدث فيها نخبة من المؤرخين والباحثين والأكاديميين.

والندوة التي عقدها المركز ضمن نشاطات كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية ترأسها مدير مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية الدكتور محمد عدنان البخيت، وشارك فيها وزير الدولة لشؤون الإعلام سابقا الدكتور سمير مطاوع واستاذ الشرف في قسم التاريخ في الجامعة الاردنية الدكتور علي محافظة ورئيسة وحدة التوثيق في الديوان الملكي الدكتورة منتهى العبداللات، إلى جانب مدير المركز الدكتور موسى شتيوي.

وقال نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة إنه لا يخفى على القاصي قبل الداني ما كان يتمتع به الحسين من شخصية فريدة فذة أكسبته محبة جميع من عرفوه أو عملوا عن كثب في خدمته، وأسبغت عليه الاحترام والصداقة والثقة من قادة العالم على اختلاف مشاربهم وعقائدهم في مختلف القارات والحضارات وعلى امتداد ستة عقود قامت على رؤية ثاقبة ومقدرة وقيادية اتسمت بروح عصرية خلاقة تتلمس الأماني الوطنية والرؤى القومية والإنسانية.

وأضاف مجدوبة أنه ادراكا لأهمية الإنجازات التي تحققت في عهد الملك الباني الراحل والمفاصل التاريخية العديدة التي كانت مثار جدل ونقاش وتشويه ودفاع ومحاولة للوقوف على كل ملامح هذه الشخصية الملكية المتميزة كان لا بد من تضافر الجهود في عقد هذه الندوة لبحث أفضل السبل لجمعها وتصنيفها لتكوين قاعدة بيانات تكون مرجعا للباحثين والدارسين والمهتمين.

وجاءت أهمية الندوة بحسب ما أفاد به شتيوي أنها تدارست وثائق شكلت سيرة من تاريخ ملك عظيم كرس حياته لأجل الأردن وشعبه وقضايا أمته، منوها بتطلع المركز لجمع تلك الوثائق وتبويبها في مكتبة الملك الحسين التابعة للكرسي وتقديمها كمادة للكتابة الأكاديمية.

وتابع أن الوثائق المتعلقة بسيرة الملك الحسين بحاجة اليوم إلى حاضنة أكاديمية ترعاها ولا تتوقف جهودها عند جمعها بل تتجاوز ذلك إلى تفاعل الباحثين معها كتابة وتوثيقا؛ سيما وأننا في الأردن ما زلنا بحاجة إلى دراسات تاريخية رصينة تكون مرجعا موثوقا لكتابة الرواية الأردنية لا أن ننتظر من يكتب عنا روايتنا على حد تعبيره.

ولفت إلى أن برنامج كرسي الملك الذي انبثقت عنه هذه الندوة أنشئ لدراسة وتوثيق مسيرة الملك الباني بتركيز الضوء على فكره السياسي والإنساني وفلسفته بالحكم ومهاراته القيادية التي تحولت إلى مدرسة ونهج للدولة الأردنية. 

بدورهم تحدث المنتدون حول أهمية الوثيقة باعتبارها الشاهد الحي على التاريخ ومرآة الشخصية وعنوانها وأنها التي يعتمد عليها في كتابة تاريخ الأمة والأشخاص الخالدين في المشهد والذاكرة. 

وعرضوا لبعض المؤلفات التي كتبها الملك الراحل كقصة حياتي وليس سهلا أن تكون ملكا وحربنا مع اسرائيل ومهنتي كملك، موضحين نبذة عن أهمية كل كتاب وبعض أقواله المقتبسة من بداية الكتب ومعرضها ونهايتها. 

واشاروا  إلى عدد من الكتب التي تحدثت عن حياة جلالته ودوره في إدارة الأزمات في كثير من المحافل على اختلاف مراحلها، إضافة إلى بعض الخطابات والبرقيات والكتب الرسمية المهمة، ورسائل مكتوبة بخط يد جلالته إلى والدته الملكة زين الشرف وبعض الأمراء ورئيس الوزراء آنذاك وصفي التل. 

واستشهد المنتدون ببعض وثائق الملك وأماكن وجودها وآلية جمعها، وناقشوا رؤية مستقبلية للاستفادة من تلك الوثائق من خلال تشكيل فريق وطني للبحث عن مصادرها وجمعها بالإضافة إلى تفعيل الاستفادة من الثورة الرقمية وتسهيل مهمة الباحثين في الوصول إليها ونشرها إلكترونيا وغيرها الكثير من الطرق التي تحفظ وثائق الدولة من الضياع.

وفي ختام الندوة دار حوار شيق وموسع بين المنتدين والحضور اتفقوا خلاله على أن الأوطان والشعوب ترى في ذاكرتها مخزن قيمها ومدرستها التي تلجأ لها لتنهل منها الدروس وتتجاوز بها الصعاب وتبني عليها المستقبل.