يمثل هذا الكتاب نقلة نوعية في تحليل ظاهرة العنف من منطلق أكاديمي ومنهجي بعيداً عن الأحكام المسبقة؛ فقد قام المؤلف بإجراء دراسة علمية لمفردات ظاهرة العنف ودورها في نشر الحروب، وتوصل إلى أن العنف ظاهرة عالمية تحيط أخطارها بالدول والشعوب كافة. وتقوم أطروحة هذا الكتاب على الدعوة الى قيام مجتمع كوني بعيد عن العنف، وتدعو فلسفته الى إمكانية تحقيق مجتمع كوني مسالم لا يؤمن بالعنف. ويتوجه هذا الكتاب بشكل أساسي نحو المتخصصين في دراسة العلوم السياسية، ومع ذلك فإن المجتمعات بشكل عام تحتاج الى مثل هذه العلوم لمساعدتها في فهم ثقافة اللاعنف وتبنيها في محاولة إيجاد مجتمع كوني مسالم بعيد عن العنف . ويضع هذا الكتاب مسؤولية جسيمة على علماء العلوم السياسية ومدرسيها و طلبتها لنشر ثقافة اللاعنف على المستويات كافة؛ المحلية والإقليمية والدولية وتأهيل المجتمعات وتربيتها على نبذ سياسة العنف والقتل والدمار والتأكيد على سلمية العلاقات الإنسانية