يتطرق الكتاب إلى البحث في أصل الحرف العربي: شكله الإنشائي وهيكلته المعمارية ونظريات نشوئه وتطوره وتسلسل جذوره العميقة في الحضارات الأولى منذ بداية التاريخ حتى الآن، ومحاولة اكتشاف الأصول الحضارية للحروف في الكتابات العربية القديمة وفي الكتابات العربية الراهنة.
ويأخذ الباحث بعين الاعتبار أهمية ارتباط منطقة جنوب الأردن بهذا الموضوع، لما لها من أدوار تاريخية في نشوء الكتابة العربية. لقد قام الباحث بالاطلاع على أحدث الاكتشافات في هذا الخصوص، فتكونت لديه القناعة بأن نقوش وادي رم تكشف عن الحلقة المفقودة بين الحروف العربية الشمالية والجنوبية، وأن الحرف العربي الحديث يشكل الامتداد الفني والشكلي لأصول الكتابة، وتطورها إلى حروف منذ ما قبل العصر الحجري الحديث (العصر الحجري النحاسي) في الأردن. والراغب في تطوير الخط العربي عليه معرفة الجذور الحقيقية لهذه الحروف كي يحافظ على أصالتها وعراقتها، بحيث لا يضر هذا التطوير البناء الأساسي لهيئة الحروف وخصوصيته الإنشائية التي أعطتها الهيئة الدالة على نطقها أو قراءتها من بين آلاف الأشكال، ولا يحطّم الامتداد التاريخي للتركيبة المعمارية للصورة المكتوبة للحرف أو للكلمة.