تنبع اهمية هذا الكتاب مما شهدته السنوات الاخيرة من اهتمام متزايد بالاختبارات بوصفها اداة من ادوات التدريس، ويعود ذلك الى قدرتها على تزويد المدرس ومتخذ القرار التربوي بمعلومات عما يعرفه الطالب وما لا يعرفه. وتفيد هذه المعلومات المدرس في تخطيط دروسه بطريقة تتلاءم مع واقع الطلبة لتمكينهم من تحقيق الاهداف بفاعلية اكبر.
وتستخدم الاختبارات التشخيصية بشكل أساسي في التشخيص فيما يتعلق بالمهارات الأساسية، مثل القراءة والحساب وخصوصاً في المراحل الاولى من التعليم الاساسي، مما يسهم في توجيه التدريس بطريقة تمكن الطلبة من اتقان المهارات الاساسية، وتمكن المدرس من تحديد الاطفال بطيئي التعلم او اولئك الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
وفي ضوء اهمية هذه الاختبارات جاءت هذه الدراسة لتطوير سلسلة من الاختبارات التشخيصية ونشرها في دليل يسمى " دليل اختبار القراءة التشخيصي"، ومن المهم الاشارة هنا الى ان القراءة بمعناها المستخدم في هذا الدليل هي القراءة الصامتة.
ولما كان الغرض الاساسي من استخدام الاختبارات التشخيصية تشخيص مواطن القوة والضعف عند الطالب، فانه يراعى عند بنائها ان تكون شاملة بعمق لمحتوى المكونات القرائية المقيسة وان تكون الفقرات المختارة لقياس هذه المكونات اكثر سهولة منها في حالة الاختبارات التحصيلية. ويمكن القول ان اهداف الدراسة هي تطوير اختبار تشخيصي وتقنينه لقياس اداء الطلبة بشأن المكونات الرئيسية لمهارات القراءة الصامتة في الصفوف الستة الاولى، بحيث يتمتع بدلالات صدق وثبات مقبولة ومعايير أداء وطنية تسمح باستخدامه في التدريس، كما تسمح باستخدامه في اتخاذ قرارات ادارية تفيد الطالب والمدرسة والمجتمع المحلي على حد سواء.